التراث البحري/ اللؤلؤ / نبذة

اللؤلؤ:

عبارة عن مادة متحجرة تتكون داخل الصدفة الحيوانية نتيجة لإفراز مادة رغوية أحاطت بجسم دقيق جداً سبق أن كان قد اخترق مكاناً ضعيفاً في قشرتها كذرّة الرمل أو أي مادة غريبة تدخل إلى داخل جسم الصدفة، فتتكون فوق هذا الجسم طبقة من هذه المادة وتستمر عملية الافراز حتى يصبح الجسم محاطاً بعدة طبقات تتحول فيما بعد الى كرة صغيرة جميلة المنظر هي اللؤلؤ وتتم هذه العملية بشكل طبيعي لا تتدخل فيها يد الإنسان بأي شكل من الأشكال.

ويقال إن الجسم الغريب يدخل إلى داخل الصدفة عندما تفتح الصدفة قشرتها لتأخذ قليلاً من ماء البحر الذي يحتوي على غذائها فيدخل هذا الجسم الغريب مع الماء.
وفي هذا الصدد يجب أن نميز بين نوعين من الصدف ينتميان إلى فصيلتين مختلفتين وهو أن الصدف المنتج للؤلؤ من فصيلة تختلف عن ذلك النوع من الصدف الذي يؤكل حيوانه الداخلي، وهو ما يطلق عليه محلياً اسم المحار .
واللؤلؤ كما ورد في معجم لسان العرب يعني الدر وهو جمع لؤلؤة .

ولألأ بمعنى أضاء ولمع وقيل اضطرب بريقه. وفي صفته صلى الله عليه وسلم يتلألأ وجهُه تلألؤ القمر أي يستنير ويشرق مأخوذ من اللؤلؤ. وتلألأت النار اضطربت .

تمتد مناطق صيد اللؤلؤ على طول شواطئ الخليج العربي ويعد اللؤلؤ المستخرج من هذه الشواطئ من أفضل أنواع اللؤلؤ الأصلي حتى أخذ الشهرة. وقد اشتهرت مدن الامارات بصيد اللؤلؤ وتجارته منذ مئات السنين، كما أن بحارة المنطقة كانوا همزة وصل بين الشرق الأوسط وباقي دول آسيا وكانت قوافلهم وتجارتهم تصل الى نجد والحجاز واليمن.
وتعود أفضلية اللؤلؤ المستخرج من الخليج العربي وجودته لأسباب الحرارة المتمثلة بالطقس الحار وقلة عمق الماء وأثر ذلك في غنى المصايد البحرية بالمحار. ثم يأتي بعد ذلك اللؤلؤ الاسترالي ثم المستخرج من خليج بنما، وهناك المستخرج من البحر الأحمر ومن الفلبين وبورما وسريلانكا. أما اللؤلؤ الأسود الممتاز فهو المستخرج من شواطيء كليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية.

ويتفرع عن اللؤلؤ الطبيعي الأصلي لؤلؤ آخر يتدخل الانسان في اختصار مدة نموه لأشهر معدودة وذلك بجمع الأصداف في بحيرة أو أحواض معدة لذلك وتوفير مواد غذائية لها تساعدها على النمو بسرعة اختصاراً للوقت الذي يتطلبه اللؤلؤ لتكامل نموه الطبيعي والذي يجري في سنوات، وهذا النوع من اللؤلؤ لا يمكن تسميته بالصناعي ويعد أرخص ثمناً من اللؤلؤ الطبيعي .
أما اذا تحدثنا عن اللؤلؤ الصناعي وتاريخ انتاجه فيعود ذلك الى عام 1680 عندما تمت صناعته ولأول مرة بنجاح على يد صانع مسابح فرنسي في باريس يدعى جاكوان

وذلك بملء كرات صغيرة من الزجاج الرقيق بمادة تسمى "روح الشرق" بعد ان يتم اعداد المادة بسحق قشور نوع من السمك الفضي الصغيرة، وبعد أن تلتصق مادة روح الشرق بجوانب الكرة الزجاجية تُفرغ الكرة مما بقي في داخلها من هذه المادة ثم تملأ بالشمع الأبيض ويصنع هذا اللؤلؤ الصناعي بكميات لا بأس بها وتستخدم في صناعته وسائل متنوعة حتى أنه يمكن تقليد جميع أنواع اللآليء المعروفة بألوانها المتباينة، ألا أن مثل هذه الصناعة خارجة عن نطاق الصدف الحيواني .
أما محاولات زراعة أو ادخال الأجسام الغريبة الى الصدفة الحيوانية فتمت على يد الصينيين في القرن الثالث عشر للميلاد بعد أن استطاعوا أن يدخلوا قوالب صغيرة نصف مستديرة في داخل محارة بين الصدفة والبرنس وبعد عامين من الانتظار والترقب وجدوا أن الاجسام الغريبة التي وضعوها في داخل الصدفة قد غطيت بمادة تسمى النقير، بعدها استطاعوا اعداد مثل هذه اللآليء بهذه الطريقة وبيعها بأثمان مرتفعة .
وفي أوروبا استطاع كارل فون لينوس أن يبتكر طريقة لانتاج اللؤلؤ بعد أن قام بحفر ثقب بالصدفة ثم أدخل سلكاً يحمل كرة صغيرة من الجير في نهايته وبعد سد الثقب الذي حفره وبعد خمسة أعوام كاملة وجد أن قطعة الجير قد كسيت بطبقة من النقير وتحولت إلى لؤلؤة .
وعن الصّينيين اقتبس اليابانيون وسائل انتاج اللؤلؤ المزروع وأخذوا يدخلون التحسينات المتواصلة على هذه الوسائل حتى تطورت هذه الصناعة بشكل كبير وأصبحت صناعة مزدهرة لها تجارها في جميع أنحاء العالم وشكلت منافساً خطيراً للؤلؤ الطبيعي الأصلي .

ويعتبر اليابانيون أول من نجح في انتاج اللؤلؤ بالطرق الصناعية على نطاق واسع وتوجد في اليابان الآن مزارع خاصة على سواحلها تهتم بتربية اللؤلؤ وهذه المزارع تعد من أعجب وأرقى تربية الأحياء المائية في العالم. إذ يضعون في أحواض خاصة أصدافاً بداخل كل منها طفيلية. أو مادة صغيرة جداً ثم يُطعمون الحيوان بحقن لكي يبدأ بافراز المادة الرغوية لتكون اللؤلؤة فيما بعد .

ويعتبر السيد ميكيموتو الياباني صاحب أول مزارع يابانية لتربية اللؤلؤ وأول من فكر في انتاج اللؤلؤ في اليابان .